Clicky

الشاعر

This section was labeled under, or is related to al-Mutanabbi

كان المعري يذكر اسم من يقتبسه، فلو اقتبس من النابغة الذبياني شيئًا يقول: “قال الذبياني” أو “قال الفرزدق” وهلم جرا، ولكن إذا ما اقتبس من المتنبي كان يقول “قال الشاعر” وكأنه لا شاعرٌ سوى المتنبي. وللمتنبي كثير في المعنى، فما كان يرتضي لفظة “شاعر” غير لنفسه، فوصف من يعانده من الشعراء الآخرين قائلًا:

أَفي كُلِّ يَومٍ تَحتَ ضِبني شُوَيعِرٌ
ضَعيفٌ يُقاويني قَصيرٌ يُطاوِلُ

فيصغر باقي الشعراء على نفسه. وله أيضًا:

أَرى المُتَشاعِرينَ غَروا بِذَمّي
وَمَن ذا يَحمَدُ الداءَ العُضالا

وللمتنبي باع طويل في التصغير. فيقول:

أذم إلى هذا الزمان «أهيله»
 فأعلمهم فدم وأحزمهم وغد

وكتب عباس محمود العقاد في كتابه “مطالعات في الكتب والحياة” فصلًا عن التصغير عند المتنبي، ولأيمن العتوم الكثير من المقاطع على النت عن ولع المتنبي بالتصغير. المهم، أن المتنبي كان يُصغر باقي شعراء عصره، وكان المعري لا يرى شاعرًا سواه. وللمتنبي أيضًا كثير في هذا الوصف، فيقول:

خَليلَيَّ إِنّي لا أَرى غَيرَ شاعِرٍ
فَلِم مِنهُمُ الدَعوى وَمِنّي القَصائِدُ

أي: لا أرى شاعرٌ سواي. وفي نفس القصيدة في البيت التالي يقول ألا سيف سوى سيف الدولة:

فَلا تَعجَبا إِنَّ السُيوفَ كَثيرَةٌ
وَلَكِنَّ سَيفَ الدَولَةِ اليَومَ واحِدٌ

ويقول له أيضًا:

فَنَحنُ الأُلى لا نَأتَلي لَكَ نُصرَةً
وَأَنتَ الَّذي لَو أَنَّهُ وَحدَهُ أَغنى

طيب الله ثراه.


I seek refuge in God, from Satan the rejected. Generated by: Emacs 30.1 (Org mode 9.7.31). Written by: Salih Muhammed, by the date of: 2025-02-15 Sat 03:04. Last build date: 2025-07-25 Fri 00:07.