Clicky

المؤمن يأكل في معي واحد

This section was labeled under, or is related to Islam, al-Mutanabbi and Modus Vivendi

يُروى أن النبي صلى الله عليه وسلم زاره رجل من الأعراب في المدينة وتعشى عنده، فملئ له النبي وعاء اللبن أولًا فشربه، فثانيًا فشربه، وثالثًا فشربه حتى بلغ سبعة أوعية من اللبن، فلما أسلم في اليوم التالي جاء عند النبي وملئ له وعاء اللبن فشربه، وقدم له النبي الوعاء الثاني، فقال شبعت. فقال النبي: إن المؤمن يأكل في مِعيٍ واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء. وهذا لهم المؤمن في الدنيا، وقال تعالى: والذين كَفروا يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام، فالتشبيه هنا في محل عقلية الأنعام وليس نهمها. يقول أبو الطيب:

تَهوي بِمُنجَرِدٍ لَيسَت مَذاهِبُهُ
لِلُبسِ ثَوبٍ وَمَأكولٍ وَمَشروبِ

والمنجرد هو الرجل الماضي في الأمور، الجادّ فيها لا يردّه شيء، وكذا المؤمن وهَمه في الدنيا، وكيف بهمه في أهم حقبة في الإسلام وتعمير دولته. وقال أيضًا في ذلك:

شَرابُه النَّشح لا لِلرِيّ يَطلبه
وطَعمهُ لقوام الجِسم لا السمنِ

والنشح هو القليل، أي أن شرابه قليل جدًا. والشرب لا يُعاب عليه، ولكن أنظر لعلو الهمة وطلب المجد، فهو لا يجد وقتًا ولا يأخذ من هذا إلا ما يعينه على ما يريد من الدنيا، وليس العكس: أن يكدح في الدنيا لطلب ما يستهلكه من متاعها “لا للري يَطلبه” أي ليس بطالب شرابه لأن يرتوي ويشبع ويرضي بدنه: وطَعمه لقوام الجسم، كي يقضي حواجيه، لا للإكثار والسِمن. وقال ديوجانس الحكيم: آكل لأعيش، وغيري يعيش ليأكل.


I seek refuge in God, from Satan the rejected. Generated by: Emacs 30.1 (Org mode 9.7.31). Written by: Salih Muhammed, by the date of: 2025-03-11 Tue 05:15. Last build date: 2025-07-25 Fri 00:13.